الرئيسية   عالم الفن والإبداع

عالم الفن والإبداع

عالم الفن والإبداع

 يُعتبر الفن واحداً من أهمّ عناصر ومظاهر أيّ نهضة حدثت وتحدث وستحدث على هذه الأرض، فهو الوسيلة المؤثّرة والقادرة على إظهار ما لدى الشعب من ثقافة، وتحضّر وأخلاق رفيعة وقيمٍ، ومُثُلٍ عُليا  فهو يعمل عمل المرآة فأيّ حضارةٍ عظيمة ستُنتج فنوناً عظيمة خاصّة بها والعكس حتماً صحيح.

ولا يمكن للفنّ أن يزدهر أو أن ينمو دون أن تتوفّر البيئة الحاضنة للإبداع والمبدعين والتي تُساعدهم وتأخذ بأيديهم لإحداث نهضة فنيّة حقيقيّة في المجتمع تُساعد على السموّ بالنفوس الإنسانيّة وإيصالها إلى أعلى مراتب الأخلاق، وتهذيب النفس.

 الفنان والإبداع والنهضة لقد قسَّم الله تعالى المواهب بين الناس حتى تحدث عمليات التكامل والتعارف والتلاقح الفكريّ بينهم الأمر الذي يُؤدّي في نهاية المطاف إلى حدوث الخير للجميع ولعلَّ أبرز هذه المواهب هي المواهب التي لها علاقة بالفنون فمن يمتلك موهبة فنيّة معيّنة سيكون قادراً على تمثُّل الجمال ونشره بين الناس ممّا ينعكس على جوهر المجتمعات وبنيتها.

إنّ العناية بالفنانين هي مُهمّة أساسيّة وتقع على عاتق كافّة أبناء المجتمع فالفنان الحقيقي إذا ما امتلك الإبداع والأخلاق الحميدة والالتزام بالقضايا المجتمعيّة فإنّه سيُسهم بشكلٍ أو بآخر بتوعية الناس، وتهذيب مسالكهم وإحداث نهضة حقيقيّة لديهم، مبنيةً على الأخلاق والمبادئ، وهو ما يعتبر مطمحاً لكافّة الفضلاء ممّن نذروا حياتهم لخدمة القضايا العامّة والإنسانيّة، والمجتمعيّة وهناك حدوث تحالفات مهمّة بين كافّة المصلحين والمفكرين وبين الفنانين الحقيقيّين على مرِّ الأزمان والعصور.

أهمية ازدهار عالم الفن والإبداع

 يُعتبر ازدهار عالم الفن والإبداع في أيّ منطقة أو أمّة عاملاً رئيسيّاً من عوامل التحضُّر وهذا التحضُّر قد يدخل إلى كافّة المجالات الحياتيةّ على اختلافها كالاقتصادية والفكريّة والاجتماعيّة  والسياسيّة، وغيرها من المجالات التي تُلامِس الناس بشكلٍ كبير سواءً كانوا أفراداً أو جماعات.

 إنّ ازدهار الفنّ والإبداع يعمل على كشف أبرز سلبيّات المجتمع ونقاط ضعفه وتنبيه الناس لها، ومعالجتها  وبأسلوبٍ بعيد كُلَّ البعد عن المواعظ والمحاضرات الجافّة التي باتت لا تُسمِن ولا تُغني من جوع فالفنون قد تعمل على تغيير العقول، والأفكار،وتصحيحها دون أن يشعر المتلقّي بذلك، وهذا هو السر الكامن فيها. ولذلك فإنّ الفنون ستتحوّل حتماً لأدواتٍ سلبيّة قادرة على هدم المجتمع إن وضعت تحت تصرُّف الأيدي الخاطئة التي لا ترعى إلَّاً ولا ذمة أي لا ترقب الله ولا غيره، والتي تكون على أتمِّ الاستعداد لهدم المجتمع، وأخلاقه عن بكرة أبيه سعياً وراء نشر الفساد وجمع أكبر قدر من الأرباح، لذا فإنّ على الفنانين الذين يحترمون أنفسهم مقارعة هذا النوع من الرذائل بفنّهم الراقي النابع من تفكيرهم العميق، ومسؤوليتهم اتجاه مجتمعاتهم.

علا بركات



عدد المشاهدات: 3026



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى