الرؤيا عن بعد

الرؤيا عن بعد

لقد راودت الرؤيا عن بعد أفكار الإنسان القديم فترجمها في تراثه الثقافي إلى قصص وأساطير وتحققت أسطورة الطاقة السحرية وأقصوصة البلورة السحرية على هيئة شاشة التلفزيون، وتتألف كلمة (تلفزيون) من مقطعين (tele) ومعناها النقل عن بعد و(vision) ومعناها الرؤية وبذلك تصبح كلمة تلفزيون الرؤيا عن بعد.

فالتلفزيون يعد أحدث معجزات العصر الحالي وأداة فعالة من أدوات الاتصال فعن طريقه يمكن نقل الصوت والصورة والحركة واللون إلى المشاهدين فضلاً عن ذلك فهو وسيلة اقتصادية في الاتصال بالجماهير ولذلك يستخدم بنجاح في إحداث كثير من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلانية.

وقد أظهر التحقيق أن للتلفزيون إمكانيات هائلة للسيطرة على تفكير البيئات الاجتماعية بصورة عامة على الأوساط الشعبية وعلى الجيل الجديد.

ويقول ولبرشرام عالم الاتصال الأمريكي "إن التلفزيون يملك جميع الإمكانيات والظروف التي يستطيع بها أن يأسر انتباه المشاهد ويشجعه على الاستغراق مع البرامج.

ويمكننا أن نلخص بعضاً من خصائص التلفزيون بــ:

. الجاذبية: فالتلفزيون له قدرة كبيرة تجذب الانتباه فهو يسيطر على العينين والأذنين أي على حاستي السمع والبصر معاً وهذا يؤدي إلى الاستحواذ التام على انتباه المتلقي كذلك فأن استعمال الألوان أضفى على التلفزيون جاذبية لا تضاهى وتصعب مقاومة إغرائها.

. الفورية: حيث يتولى التلفزيون نقل الأحداث على الهواء ساعة وقوعها كزيارة الملوك والرؤساء أو افتتاح جلسات المجالس النيابية أو المباريات...إلخ.

. الواقعية: وهي من أهم خصائص التلفزيون لدرجة أن بعض الأمور تختلط على المشاهد فيجعله غير قادر على التمييز بين الواقع والخيال.

. الوضوح: فالتلفزيون يتميز بقدرته على تقديم دقائق الأمور بوضوح إضافة إلى أنه ينقل الأحداث المصورة أينما كان موقعها في أرجاء العالم لذلك يعتبر التلفزيون النافذة التي يطل منها المشاهد على العالم كله ويعتبر وسيلة مهمة في الإقناع والوصول إلى الأفراد.

. التثقيف والتعليم وتعدى ذلك إلى التربية في المبادئ والأخلاق والسلوك وصولاً إلى التربية الجمالية والفنية.

باختصار وضع التلفزيون العالم بين يدي المشاهد، وأهميته ودوره في التأثير على آراء الشعوب وتوجيهها دفع موكب التجار إلى استثماره من خلال الترويج والإعلان لمنتجاتهم عن طريق هذا الوسيط السحري الذي يحتل مكاناً بارزاً في قائمة ضروريات كل منزل.

نسرين كريدي

عدد المشاهدات: 8984