الرئيسية   معرض الكتاب العربي

معرض الكتاب العربي

معرض الكتاب العربي

سنوات عدة مرت كان الشوق خلالها يحرك ثنايا الفكر متسائلا كلما مررت بالقرب من مكتبة الأسد , متى تعود تلك الأيام عندما كنت و أصدقائي في الجامعة  نتواعد للقاء مسائي نذهب فيه إليها لننهل قدر ما نستطيع حتى إذا داهمنا الوقت أو نفذت قدرتنا عاودنا في اليوم التالي لنستمتع بما فاتنا قبله .

وعاد الحنين يتحرك بشدة عندما دعينا لحضور ندوة بمناسبة يوم الكتاب العربي وكانت البشرى - مكتبة الأسد ستعود هذا العام لإقامة معرض الكتاب العربي بعد توقفه لعدة سنوات.

وابتهج القلب والفكر فرحاً لهذه البشرى والشوق للتجول في أجنحة دور النشر حيث نلامس الكتب بكل رقة وحرص , نقرأ العناوين وأسماء الكتاب , نقلب بعض الصفحات لنتعرف على المضمون أو أسلوب الكتابة إن كان اسم الكاتب مجهول لدينا .

نختار ما يناسب رغباتنا المتنوعة بين روايات وقصص عالمية لم نقرأها بعد أو دراسات تاريخية عن ماض بعيد أوبعض الكتب التخصصية في مجالات العلوم المختلفة.

وجاء الموعد الأيلولي مبكرا قليلا ومحدداً ببضعة أيام , وتواعدت وصديق لي في العمل مشتاق مثلي للذهاب إلى معرض الكتاب العربي والمقام كالعادة في مكتبة الأسد .

ما أن دخلنا من الباب الرئيسي وانحرفنا يميناً لنستطلع أول دور النشر والكتب المعروضة فيها والفكر يسترجع ذكرى المعارض السابقة , تناولت بحرص أحد الكتب تصفحته قليلاً ثم سألت مسؤول الجناح عن سعر الكتاب لافتتح به سلة مشترياتي فكان السعر متجاوزاً الألفي ليرة سورية , تراجعت قليلاً وحاورت ذهني كي أتمهل فأنا في الجناح الأول ومشوار الشراء في بدايته , وانتقلت للجناح المجاور فانخفض سعر الكتاب قليل الصفحات إلى الألف وخمسمائة وارتفع سعر الكتاب الأكبر قليلاً ليلامس الأربعة آلاف ليرة سورية , تبادلت وصديقي بضع كلمات حول هذه الأسعار و خيبة الأمل بعد طول انتظار , وأصبح حب القراءة والنهم للثقافة مثله مثل عشق الحسناوات بعد أن كانت القراءة معشوقة الفقراء تكتفي ببضع مئات من الليرات .

كانت مدة الزيارة حوالي نصف الساعة, شوق سنوات انتهى بلقاء لم يتجاوز دقائق ثلاثون يبدو أن محبوبة المثقفين قد تغيرت و مالت للتربع على رفوف المترفين , أجريت اتصالاً حددت فيه موعداً وهممت بالخروج .

وعند باب الخروج كان جناح وزارة الثقافة - الهيئة العامة للكتاب – لفت نظرنا تجمع للزوار أمام الجناح أكبر من باقي التجمعات , انحرفنا قليلاً لزيارة الجناح ولاسيما أن وزارة الثقافة هي صاحبة الدعوى وينبغي أن نعرج عليها ولو للسلام , ولفت انتباهنا ورقات كتب عليها حسم

(60 % ) بادرة خير هناك أمل أن تبدأ الأسعار بأم الطربوش ( الخمسمائة ليرة سورية) ربما نحظى بكتاب أو اثنين يستحقان القراءة فعادة هكذا عروض تكون لما كسد.

بدأنا نرنو للكتب بنظرة المرتاب اخترت كتاباً  صفحاته تلامس الألف صفحة السيرة الذاتية للكاتب الشهير شكسبير وبالسؤال عن سعره جاء الرد مئتان و ستون ليرة , كتيب صفحاته ثمانون وسعره عشرون ليرة سورية , قصة عالمية مائة وخمسون ليرة سورية , بحث أدبي تاريخي مائة وعشرون ليرة سورية  قصص للأطفال , كتيبات شعر بأقل من مائة ليرة سورية , يالله هذا هو معرض الكتاب العربي في مكتبة الأسد هذا الذي كنا نزوره أيام الدراسة الجامعية لننهل ما نشاء من الكتب والحساب ألف أو اثنين من الليرات السورية , وبدأت مثل بقية الزوار أغرف ما أحببت  من على الرفوف والطاولات، حتى قاربت الإثنى عشرة  كتاب , بلغت قيمتها تسعمائة ليرة , ومثل أيام زمان عاودت في اليوم التالي لاستكمل إشباع رغبتي على اشتياق , ورغم أن الرفوف كادت تفرغ من محتواها لكثرة الزوار استطعت أن اختار تسعة كتب أخرى لينتهي المشوار .

شكراً لك وزارة الثقافة لإعادة إحياء معرض الكتاب العربي أحد أكبر التجمعات الثقافية في الوطن العربي , ونشكر معك الهيئة العامة للكتاب التي من خلال جناحها والكتب المعروضة فيه مكنت معظم رواد المعرض من شراء أكبر كمية مما يريدون من الكتب وبأسعار رمزية بعد أن قدمت عرضاً سخياً بحسومات كبيرة علماً أن هذه الكتب لم تكن كاسدة فمعظمها قد طبع عام 2012 – 2014.

  كم أنها كانت متعددة التوجهات ليستطيع جميع القراء إيجاد مبتغاهم ضمن الجناح , أما دور النشر التي رفعت بشكل جنوني أسعار نسخ الكتب إن كانت حجتها ارتفاع تكاليف الورق والطباعة فلما أسعار النسخ لدى الهيئة لم تصل لنصف أسعارها.

لقد بينت وزارة الثقافة و الهيئة العامة للكتاب  من خلال جناحها أن الهدف من معرض الكتاب هو نشر الثقافة والعلم بين الناس وتسهيل وصول الكتاب إليهم وليس الغاية الربح والثراء , كما أثبتت من جديد أن المؤسسات الحكومية هي الأقدر على تحمل المسؤوليات بكافة أشكالها تجاه المجتمع.

و أتمنى أن لا يقتصر هذا الدعم لنشر ثقافة القراءة من قبل الوزارة والهيئة لمناسبة معرض الكتاب فقط , ولكن أن تنظم فعاليات إضافية وعلى مدار العام سواء ضمن مكتبة الأسد أو في المراكز الثقافية , يتم من خلالها بيع الكتب وبعروض مماثلة لما تم في معرض الكتاب , وأنا على يقين أن وزارة الإعلام والمؤسسة العربية للإعلان لن تتوانى عن المؤازرة و تقديم الدعم الترويجي والإعلاني اللازم لهكذا فعاليات لتتكامل جهود مؤسسات القطاع العام

لرفع سوية المجتمع وإعادة بناءه .

مجدداً الشكر كل الشكر لوزارة الثقافة وللهيئة العامة للكتاب لتنظيمهم معرض الكتاب العربي في مكتبة الأسد ولجهودهم البناءة في نشر الثقافة , ونأمل في العام القادم أن تحذو كافة دور النشر حذوهم ليصبح شراء الكتاب في متناول الجميع .

                                                م . حسان الترك



عدد المشاهدات: 1136

من يمسك زمام أمورنا؟؟

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-30

توزيع جوائز

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-28

تأثيرات العولمة

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-16

المسابقات والهدايا الدعائية

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-10



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى