من السهل أن تحب إلهاً يتصف بالكمال والنقاء والعظمة لكن الأصعب من ذلك أن تحب أخواتك البشر بكل نقائهم وعيوبهم.
بكثير من المتعة أخذتنا تلك الفلسفة العميقة لهذه الرواية التي ابتدعتها بكثير من الحرفية إليف شافاق حيث نجحت في نبش ذوات شخوص روايتها وتقديم ما يمكن أن يلج في الذات البشرية من نوازع قد تؤدي على حد قولها " إلى تغيير في الأجزاء المكونة للكل مع بقاء هذا الكل على حالته من الكمال".
نعم لقد منحتنا هذه الرواية ذلك الزاد الغني من النقاء الروحي الذي أشد ما نحتاج إلى قواعده اليوم في ظل هذا الانقسام الحاصل والتشتت والتسطح الذهني لؤلئك الممسكين بعقارب الزمن في محاولتهم لإعادة الحال إلى زمن السلاطين والجواري والحروب التي لا نهاية لها.
أنصح بقراءة هذه الرواية وتلقف ثمارها المدلاة بعناية أدبية سخية تجعل من سطورها أنشودةً تغري من أتعبته تكاليف الحياة وسقمها أن يبحر في جداول عشقها الغناءة لتصل به إلى شواطئ الطمأنينة دون أن تكلفه عناء الأسفار.