بسحر عبقريته الخلاقة التي ما برح غابرييل غارسيا ماركيز يأسر فيها كل من يقرأ تحفه الفنية الخالدة التي تتصلب أمامها حواسنا وتنفجر منها عواطفنا حين نخوض في عُمقِ مَشَاهدهِ التي يصور فيها أحداث رواياته التي تُغرق ذواتنا في ذلك التيه الذي ينسجه من شخوصها المبتدعه من رحم كينونته الفذة ليجعلنا نتوحد معها حاملين عكاز الدكتور روبينيو نطارد الببغاوات معه، ونتلوى في لظى الحب الهائج في قلب فلورينتينو، لأن هذا أقل ما سيفعله بنا حين سنقرأ رائعته الخالدة الحب في زمن الكوليرا التي أكثر ما يدهشنا فيها هو تلك المقدرة العظيمة التي سخرها في ضبط إيقاعها الزماني والمكاني وكأنه يستعرضها أمامنا على خشبة مسرح أو في فيلم سينمائي طويل لا بين دفتي كتاب نقرأه.
إنها متعة القراءة والتلذذ بنكهة الحياة حين يقدمها لنا بمذاقاتها المختلفة، لذا أدعو الجميع ليتلطف من عبق فن غابرييل غارسيا ماركيز ويقرأ الحب في زمن الكوليرا.