الرئيسية    العبوة تحمي وتحفظ وتسوق

العبوة تحمي وتحفظ وتسوق

 العبوة تحمي وتحفظ وتسوق

كتب أحمد العمار

          ثمة قاعدة مهمة تتعلق بالدور الوظيفي للتغليف (العبوة) تسويقيا وإعلانيا، حيث ينظر إلى العبوة باعتبارها تحمي وتحفظ وتسوق، لا بل أن هذا الدور يتعاظم ويزداد أهمية بتزايد التقدم العلمي والتقني، فمنذ سنوات قليلة مثلا لم تكن بيانات الإنترنت والبريد الإلكتروني والباركود ونظام الجودة (الآيزو) وغيرها..موجودة على العبوات.

          ويساعد الغلاف الجيد على سهولة تمييز السلعة والتعريف بها عبر الإعلان، حيث تعتمد الحملة الإعلانية في بعض الأحيان على تصميم الغلاف والألوان أو المادة التي صنع منها، من قبيل جمالية الشكل وسهول الحمل أو الفتح، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلع الفاخرة والثمينة.

          وأولى المنتجون في السنوات الأخيرة اهتماما خاصا بالتغليف حتى أصبحت تكاليفه تشكل حوالى 15 بالمئة من السعر الذي يدفعه المستهلك عند الشراء، ما حدا بالشركات الكبرى والمتوسطة لتخصيص قسم خاص مهتمه تخطيط سياسة التغليف وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالعبوات والمنتجات التي تطرحها المنشأة.

          كما ان تغيير غلاف سلعة ما قد يؤدي إلى تغيير إدراك المستهلكين لها بحيث تظهر بمظهر جديد، وغالبا ما يرتفع الطلب على سلعة دون غيرها نتيجة تطوير تصميمها، ويمكن ملاحظة تطور الأغلفة شكلا وصناعة نتيجة دخول منتجات جديدة إلى الأسواق، كتغليف المشروبات الغازية في علب معدنية أو بلاستيكية أو من الورق المقوى، كذلك الأمر بالنسبة لتغليف مستحضرات التجميل في علب خاصة وزجاجات الرذاذ، وتغليف الخضار والفواكه في أكياس قابلة للتبريد والتجميد، وتغليف الشاي في أكياس ومظاريف، فضلا عن تعبئة المربيات والألبان في كؤوس زجاجية يمكن استخدامها بعد استهلاك محتوياتها.

ويمكن حصر خصائص التغليف الجيد بحماية السلعة من العوامل الخارجية المتعلقة بظروف الطقس والنقل، وعدم المبالغة في التكاليف التي ترفع سعر السلعة ووزنها، وسهولة الاستعمال والأداء، وإحتواء أكبر قدر ممكن من المزايا الترويجية والمعلومات التي تساعد الموزع أو المستهلك على إعادة الطلب.

وهناك عدة عوامل أدت لظهور التغليف كجزء مهم من إستراتجية التسويق كانتشار الخدمات الذاتية، سيما في المراكز التجارية الكبرى، التي تقدم عروضا مغرية وتترك للمستهلك حرية التنقل بين أقسامها والتسوق بالطريقة التي يراها مناسبة، وارتفاع مستوى دخل الأفراد وتنوع أذواقهم، إلى جانب ما أضافه التقدم التقني لصناعة التغليف بإدخال مواد جديدة في مكوناتها كصفائح الألمنيوم والخشب والصوف الزجاجي والزجاج غير القابل للكسر، وغيرها من المواد التي جعلت مشكلة تصنيع الأغلفة فنية أكثر منها صناعية.

وأدى ظهور الوعي الاستهلاكي، خاصة في الدول المتقدمة، إلى بروز جمعيات حماية المستهلك، والتي أخذت على عاتقها حماية ما يسمى الفئات غير الرشيدة، أي الأطفال والقصر وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، من الاستغلال او الغش أو التغرير، وباعتبار العبوة إحدى متممات السلعة، فإنها كانت محل عناية واهتمام مثل هذه الجمعيات، خاصة ما يتعلق بعدم صحة او دقة بيانات هذه العبوة أو المبالغة في حجمها ما يوهم المستهلك بأن السلعة اكبر من حجمها الفعلي، أو إنتاج عدة سلع بأحجام وأشكال، وربما أسعار متقاربة أو متشابهة، ما يعقد عملية مقارنة المستهلك فيما بينها لاتخاذ القرار الشرائي الرشيد، كما تهتم جمعيات حماية البيئة بتأثيرات السلعة والغلاف بعد الاستهلاك، سواء لجهة عدم إنتاج أغلفة تؤذي البيئة نتيجة عدم تحللها، أو عدم قابليتها لإعادة التدوير.

 



عدد المشاهدات: 900



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى