الرئيسية   صورة الإعلان واقع أم غريزة  ترابط الألوان والموسيقا

ترابط الألوان والموسيقا

ترابط الألوان والموسيقا

(استوقفني موضوع ترابط الألوان والموسيقا وتأثيرها على سلوكنا ومزاجنا وكيف استفاد منه مصممو الإعلانات فكان هذا ملخص ما قرأته لإعجابي الشديد بالموضوع )

العين بترجمتها الى ألوان وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان الأخضر والأحمر والأزرق(الألوان الأساسية) وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة وعندما تدخل طاقة الضوء الى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي الى افراز هرموني معينة يحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكنا.

وهنا تجربة تمت في لندن على جسر (بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار ــ لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه ــ حيث تم تغيير لونه من القاتم الى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض  حوادث  الانتحار بشكل ملحوظ فاللون الأخضر يريح البصر لان الساحة البصرية  له اصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان كما ان طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر وليست بالقصيرة كالأزرق ..وهو لون ايجابي بنسبة 100 % كما يمكن للألوان أن تخلق لنا ظروف نفسية يزيد فيها تعبت وتزداد نسبة التوتر لدينا ولعل من أعجب البحوث التي أجريت  لمعرفة تأثير الألوان على الإنسان تلك التي أجراها العلماء  فقد أرادو معرفة ما إذا كان هناك ارتباط بين ميل الإنسان إلى لون معين وميله إلى  نغمة موسيقية معينة وقد أسفرت الأبحاث عن أن الذين يميلون إلى اللون الأحمر هم الذين يميلون إلى نغمة (دو) والذين يميلون إلى اللون البرتقالي هم الذين يميلون إلى نغمة (ري) والذين يميلون إلى اللون الأصفر هم الذين يميلون إلى نغمة (مي) والذين يميلون إلى اللون الأخضر هم  الذين يميلون إلى نغمة (فا) والذين يميلون إلى اللون الأزرق هم  الذين يميلون إلى نغمة (صول) والذين يميلون إلى اللون النيلي هم  الذين يميلون إلى نغمة (لا) والذين يميلون إلى اللون البنفسجي هم  الذين يميلون إلى نغمة (سي).

وهذا ما استغله المحترفون في مجال التصميم الإعلاني فإذا رغبت بإعلان مميز وذو تأثير مرموق يجب أن تدرك الارتباطات الفنية جيداً بين اللون وموسيقاه وتعمل على إحداث التكامل والانسجام بينهما لتضمن تأثيرا مرموقاً ومبتكراً لإعلانك.

إنَّ الموسيقا تتغلغل في نفس سامعها لتصل إلى عقله الباطن، وهنا تقوم بترتيب أفكاره التي لا يشعر بها،وبشكل معين تصبح أكثر اقتراباً من الانسجام وبالتالي ينعكس هذا الانسجام الداخلي في اللاشعور لدى الإنسان على شكل راحة وشعور بأن حملاً ثقيلاً قد انزاح عن الصدر... وفي الحقيقة أن هذا الحمل هو تلك الأفكار غير المنتظمة والتي قامت الموسيقا  بتنظيمها.

ولنأخذ مثلاً: الموسيقا التي تعزف في الحرب نلاحظ الرتابة في تلك الموسيقى والتركيز على الآلات التي توضح الإيقاع الثابت بشكل كبير.

من ناحية أخرى إذا نظرنا إلى الأمور من وجهة نظر علم النفس : فإن النشاط العقلي والنفسي لدى الإنسان قائم على التوازن في الجملة العصبية المركزية لدى الإنسان.

ولنضرب مثالاً يوضح المقصد: عند التركيز الشديد في قضية معينة فلأن خلايا معينة من قشرة الدماغ تكون في حالة نشاط وهذا النشاط يتمحور حول تلك القضية ولتكن مسألة رياضيات مثلاً أو مشكلة اجتماعية أو أي قضية تشغل الدماغ

وعند الاستمرار في التركيز فإن خلايا الدماغ تفرز مادة هدفها تثبيط النشاط  وهذا يبدو جليا" في حالة الشعور بالتعب والنعاس عند التركيز في موضوع معين بشكل مستمر وشديد جداً  وهنا الدماغ يوقف النشاط ويمنع الخلايا العصبية من التسمم  وهذا ما يسمى بعملية الكف

المهم في موضوعنا هنا هو بيان أثر الموسيقا في إعادة توازن النشاط الدماغي لحالته الطبيعية أو شبه الطبيعية  عند سماع مقطوعة موسيقية مناسبة فإنها تستدعي كل ما يمت إلى تلك النغمات بصلة من أحاسيس وذكريات ومشاعر كامنة في النفس وهذا يعني حصول كف في مناطق معينة من الدماغ وحصول تركيز في المناطق التي تستدعي ذكريات أخرى  أي حصول راحة في المناطق المكفوفة وجهد في المناطق التي استفزتها الموسيقا وعندها يشعر الإنسان براحتين: راحة لاستدعاء الذكريات التي تكون في الأغلب منسجمة مع الموسيقا ومريحة للنفس، وراحة أخرى في كف المناطق التي تعمل شاغلة الذهن والنفس معاً

من هنا نلاحظ الدور الكبير الذي تلعبه الموسيقا في توزيع أعباء الدماغ على خلايا الدماغ كافة وهذا ما يتيح لنا دخول الإعلانات بموسيقاها بحالة مختلفة.

إن الموسيقا التصويرية مثلا التي نسمعها في المسلسلات والأفلام تتميز بتركيز شديد للإفادة من الموقف، أو للتأثير في الموقف الدرامي المشاهد على الشاشة. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعداه إلى كون الموسيقا تعيد ترتيب المعلومات المبعثرة وتجعل لها معنى محدداً.

صادق إبراهيم

 



عدد المشاهدات: 6121

صورة الإعلان واقع أم غريزة

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-22

المراهق و الانترنت

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-19

استئصال السلبية من العمل الإداري

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-15

مسرح الطفل

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-12



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى