الرئيسية   إشكالية تحول الشركات العائلية إلى مساهمة..!!

إشكالية تحول الشركات العائلية إلى مساهمة..!!

إشكالية تحول الشركات العائلية إلى مساهمة..!!

كتب احمد العمار:

إذا كانت الشركات الخاصة تمثل عصب الاقتصاد ( أي اقتصاد )، فإن الشركات والمؤسسات الفردية- أو ما يعرف بالشركات العائلية- تمثل عصب هذا العصب، لا سيما إذا عرفنا أن أكثر من 80 بالمائة من الشركات المحلية هي شركات عائلية بامتياز، بمعنى أن إدارتها وقراراتها التنفيذية ومشاريعها، تصدر عن شخص أو أكثر هم الملاك وصانعي القرار فيها..

عملياً..لم تستفد الشركات من المرسوم التشريعي رقم /61 /  لعام 2007 في إحداث نقلة مهمة ونوعية في مستقبلها ومستقبل مالكيها، بالرغم من المزايا والحوافز التي قدمها لتشجيع هذه الشركات بالتحول من الشكل العائلي إلى الشكل المساهم، أولاً عبر السماح بإعادة تقييم الأصول المادية لهذه الشركات، ثم عبر تعديل التعليمات التنفيذية واحتساب الأصول المعنوية، أي العلامات التجارية وشهرة المحل وبراءات الاختراع.

قطاع الأعمال ما زال يتلطى خلف هواجس كثيرة تمنعه من دخول بوابة هذا التحول، فهو يتخوف من أن يذهب الشكل المساهم باسم العائلة وملكيتها أدراج الرياح، وأن تعود الدوائر المالية لتحصيل الرسوم والضرائب بأثر رجعي في حال صححت هذه الشركات أوضاعها المالية، وليس أقل هذه الهواجس أن يتنازع الورثة فيما بينهم، بعد أن دخلت غالبية الشركات مرحلة الجيل الثالث من عمرها بعد جيلي الجد والأب.

و المطلوب الآن، وأكثر من أي وقت مضى، توسيع إدراك قطاع الأعمال لأهمية وحجم العمل العائلي، وتعزيز الممارسات الإدارية الرشيدة التي تضمن استمرارية هذه الشركات, وتهيئة الخيارات المتاحة والمختلفة  لتحولها إلى شركات مساهمة، إلى جانب تسليط الضوء على تجارب ناجحة تدعم رؤية أصحاب الشركات في التوسع والتطور، والحفاظ على ثرواتهم، ودور القطاع الحكومي في تهيئة بيئة أعمال ناجحة، انطلاقاً من إدراكه لأهمية الشركات، مع العمل على رفع أدائها وتنافسيتها.  

ويساعد هذا التحول الشركات على الخروج بدفاترها وبياناتها المالية إلى النور، كما يضمن لها جواز المرور إلى سوق دمشق للأوراق المالية، ما يتيح لها إدارات منتخبة، وتسعيراً عادلاً ومنطقياً لأسهمها، وغير ذلك من مزايا الإدراج في البورصة، كما أن الشركات المساهمة تعني توسيعاً لقاعدة الملكية عبر شراء جماهير واسعة من الناس لأسهمها، ما يفتح قنوات جديدة أمام الاستثمارات الصغيرة والكبيرة، ويقلل المخاطر الناجمة عن ملكية عدد ضئيل من الأشخاص لهذه الأسهم. 

 

 



عدد المشاهدات: 2512



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى