الرئيسية   إدارة الموارد البشرية - الجزء الثالث -

إدارة الموارد البشرية - الجزء الثالث -

إدارة الموارد البشرية

  الجزء الثالث والأخير

أهمية شمول تطبيقات علم إدارة الموارد البشرية على المجتمع السوري

 لاحقاً لما قدمناه في كل من الجزئين الأول والثاني من بحثنا هذا دفعتنا الرغبة في هذا الجزء لنخصصه لعرض أهمية توسيع غطاء هذا العلم ليشمل المجتمع ومكونه الرئيسي ألا وهو الأسرة، باعتبار أن إدارة الموارد البشرية لا تتوقف عند حد إيجاد الطرق والأفكار التي تهدف إلى إيقاد همم المديرين والعاملين في أي منظمة لمساعدتها على بلوغ أهدافها، بل يمكن لإدارة الموارد البشرية أن تشمل بتطبيقاتها المجتمع كله إذا ما نظرنا إليه كمنظمة وللأسرة كفرع منها، وذلك حين نقوم بنشر معارف هذا العلم وعلومه عبر وسائل الإعلام والتعليم المختلفة بغية الارتقاء بالمستوى الفكري والتنظيمي لأفراد المجتمع عوضاً عن الفوضى التي بدأت تعم العلاقات الأسرية والتي أخذت منعكساتها تظهر في المجتمع من خلال التغيرات السلوكية غير المنضبطة التي بات البعض من أفراد المجتمع يسلكها دون أن مراعاة الحد الأدنى من ثوابت مجتمعنا الأخلاقية، الأمر الذي نجم عنه إضعاف قدرات المجتمع على الإنتاج والعطاء وربما كان ذلك من أسباب الأزمة التي عصفت ببلدنا من خلال وجود هؤلاء.

إن سعي الحكومات يجب أن لا يتوقف عند حدٍ معين في استثمار تطبيقات إدارة الموارد البشرية، وخاصة في الدول التي تعيش أزمات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية كبلدنا وهذا ما يفسر برأيي سبب ولادة هذا العلم مع بداية الحرب العالمية الثانية، الذي على الأغلب وجد لرفع كفاءة العنصر البشري الذي يعتبر العنصر الأهم في الحرب وذلك بغية استثمار طاقاته على المستوى الأعلى وفي كل المجالات العسكرية والمدنية.

هذا الأمر باعتقادي جعل الدول التي قامت باستغلال تطبيقات هذا العلم آنذاك بالنهوض بمجتمعاتها والارتقاء بها وتوجيه سلوكيات أفرادها بما يتلاقى مع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي هي الأخرى بحاجة لمتابعة حثيثة وخاصة أثناء الأزمات نتيجة المتغيرات الحياتية اليومية ومنعكسات الأزمة على حياة أفراد المجتمع الأمر الذي يرتب ضرورة ضبط وتوجيه أدائهم الوجهة الصحيحة المخطط لها قبل المعنيين والمختصين.

لذا نحن مطالبين اليوم بالارتقاء أكثر بمستوى كفاءة أفراد مجتمعنا في كل المجالات وبالسرعة القصوى مع توجيه ضبط أداءهم وتوضيح المسارات الصحيحة واستقطابهم إليها.

حيث يعتبر تطوير نظام التعليم من أهم التطبيقات التي يتحقق من خلالها الفاعلية والتأثير على حياة الأفراد الفكرية والمهنية فلابد من إعادة النظر فيها وخاصة على الصعيد التربوي وإيجاد الوسائل التي تحقق الجاذبية المطلوبة لمدارسنا وجعلها مركزاً للتربية والتعليم والترفيه لا للفوضى واكتساب الموبقات،بالإضافة لزيادة مهارات الطلاب التي نحتاجها في عملية التنمية من خلال مشاركة التدريب الفني والمهني في تعليم المستويات العمرية الأدنى مع إمكانية تطبيق نظام أجور قادر على استقطاب الكثير من المتسربين من المدارس بسبب الظروف المعيشية السيئة التي يعانون منها وذلك حسب كل اختصاص من هذه الاختصاصات.

كما تعتبر عملية استحداث هيئات تفاعلية في المجتمع من أهم التطبيقات في مدى تأثيرها وفاعليتها نظراً لدورها في تكريس مبدأ التشاركية في صنع القرارات التي تراعي المصالح الخاصة والعامة في آن واحد من خلال إطلاق برامج تفاعلية تهدف إلى حث أفراد المجتمع باتجاه التنمية الشاملة.

كإطلاق برامج:

.لتوفير استهلاك الكهرباء.

.وتوفير استهلاك المياه.

.تخفيف استهلاك الوقود.

.تخفيف التدخين وخاصة المستورد.

.تخفيف استهلاك المواد الغذائية والخبز.

.برنامج لإطلاق المجموعات السياحية لتقوم بدورها في إعادة تأسيس السياحة الداخلية في الوقت الحالي وأخذ دورها في المحافظة على البيئة ورصد الأماكن السياحية.

.وبرامج لإطلاق بعض المشاريع التنموية – الزراعية- الاقتصادية- الصناعية- السياحية.

برامج لتسويق المنتجات المحلية (( كالبرتقال- المنسوجات والحرف اليدوية- الصناعات الوطنية)).

إن تأثير هذه البرامج سيتوقف على قدرتها على استحداث الوسائل في جذب الأفراد إليها وتأمين مشاركتهم في برامجها ومن هذه الوسائل على سبيل المثال ربط زيادة الرواتب ولو بنسب بسيطة بمقدار التوفير الحاصل في الكهرباء والوقود مع إمكانية إضافة نسب تشجيعية من قبل الحكومة عليها، أو القيام بربط عمليات التوفير الحاصلة بالمشاريع المرتبطة بالحاجات الإنسانية المتعلقة بالأزمة التي يعيشها بلدنا اليوم.

في الحقيقة إن هذه التطبيقات بحاجة لجهة منظمة تشكل من كافة الجهات المعنية ومن بعض المهتمين من الهيئات والمؤسسات والمنظمات المدنية والاقتصادية العامة والخاصة تكون قادرة على ربط كافة مسارات هذه الهيئات في خدمة تنمية المجتمع واستثمار طاقاته بالشكل الأمثل ليتحقق من خلالها النهوض ببلدنا سورية في ظل الأزمة الراهنة التي تعصف بها لجعلها نموذجاً يعكس مستوى حضارة شعبها المعاند لأسوء السيناريوهات التي باتت تهدد عيشه وأرضه وذلك من خلال تكاتفه واستجابته للنداء الموجه إليه ليأخذ دوره في نسج ما عبثت به أيادي المخربين وليساهم في إعادة إعمار البلد اقتصادياً وزراعياً وسياحياً وخدمياً ليصل بتنميته وتنظيمه لمستوى أهم البلدان التي يقبع أهلها في سلام وأمان، إنه التحدي الأكبر لنلتفت إذاً إلى ذلك السوري الذي مازال متشبثاً بوطنه لندعمه ونشاركه العطاء.

مهند خاسكة



عدد المشاهدات: 2591



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى