الرئيسية   إدارة الموارد البشرية-الجزء الثاني-

إدارة الموارد البشرية-الجزء الثاني-

إدارة الموارد البشرية

                                                                                                           الجزء الثاني

تحدثنا في الجزء الأول من بحثنا السابق عن أهمية علم إدارة الموارد البشرية , و قدمنا عرضاً موجزاً عن الأسباب التي دعت إلى إحداثه,وبيان دوره الهام في دعم التنمية الإدارية في المؤسسات وتحسين مستوى الإنتاج فيها من خلال الوظائف العديدة التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية في كل مؤسسة أو منشأه, وهذا الجزء سنخصصه للحديث عن دور كل وظيفة من هذه الوظائف ومدى أهميتها وتأثيرها على الإدارة ككل.

وظائف إدارة الموارد البشرية:

 

  • تخطيط الموارد البشرية:

لما كانت إدارة الموارد البشرية تعنى بتحسين أداء العاملين وتسعى لتعيين أفضل المرشحين لذا فإن عملية التخطيط هي المسؤولة عن تقييم الموارد المتاحة وتحديد الموارد البشرية التي تحتاجها ضمن إطار زمني محدد مع تحديد أطر تأمينها، إما عن طريق تطوير الأفراد الموجودين أو عن طريق استخدام عماله جديدة وذلك بما يتفق مع خطة وأهداف المؤسسة.

  • ماهي فوائد تخطيط الموارد البشرية:
  1. مواءمة الهيكل التنظيمي للمؤسسة مع هيكل الوظائف.
  2. تنمية وتطوير سياسات الموارد البشرية.
  3. تحقيق الاستفادة القصوى من الكفاءات البشرية المتاحة.
  4. المساهمة في تحقيق خطط الإنتاج.
  5. الحد من ظاهرة البطالة المقنعة.
  6. التوزيع المناسب للعاملين في أماكن العمل.
  • التوظيف:

هي العملية المسؤولة عن إيجاد العامل صاحب الكفاءة المطلوبة للعمل واجتذابه عبر القنوات المتاحة للإعلان عن الوظائف، وتوصف هذه العملية بأنها شديدة الحساسية وتحتاج إلى كفاءات إبداعية عالية المستوى لأن تكلفتها كبيرة والخطأ فيها يصعب إصلاحه كون الشخص الذي يتم إجراء المقابلة معه ((المرشح)) في أغلب الأحيان غير معروف بالنسبة للشخص الذي يقوم بإجراء المقابلة وبنفس الوقت يترتب عليه كشف المهارات الفنية والشخصية التي يتمتع بها المرشح ومدى مثابرته و استمراريته في المستوى المطلوب من الأداء.

تطرح عملية التعيين مجموعة كبيرة من الأسئلة منها أيهما أنفع , العامل الذي يتوافق مع متطلبات الوظيفة أم ذلك الذي يتوافق مع شخصية المدير؟

حيث يُعتبر هذا السؤال من الأسئلة الصعبة لأنه لا توجد إجابة دقيقة عليه لكن هناك معايير اعتمدت من قبل الذين أجابوا على هذا التساؤل, حيث اعتبروا أن الوظيفة التي تقتضي الكثير منالحرية والإبداع لعله من الأفضل - برأيهم - أن يتوافق العامل مع المدير لأن الاضطرابات التي قد تنشأ نتيجة عدم التوافق في العمل قد تؤثر سلباً على الأداء.أما بالنسبة للوظائف الواضحة المحددة المهام فالأفضل أن يتوافق الموظف مع نظام العمل حيث تكون المؤسسة في هذه الحالة على درجة عالية من التنظيم بحيث يكون مجال الإبداع فيها أقل وتواتر العمل فيها يحتاج لأن يقوم كل عامل بالدور المنوط به.

  • تنظيم الهيكل الإداري:

تعتبر من المهام الرئيسية لإدارة الموارد البشرية حيث تهدفهذه العملية إلى تحديد مسؤوليات ومهام كل وظيفة في العمل ومعالجة الازدواجية وإلغاء المهام غير الضرورية وتنظيم نقل الأوامر من القيادات إلى العاملين ونقل التقارير في الاتجاه العكسي ,باختصار تهدف إلى نسج خطوط الطول والعرض في المؤسسة وتحديد مسارات العمل بما يحقق أهدافها.

  • التدريب والتطوير:

إن عملية التدريب والتطوير من أهم تطبيقات إدارة الموارد البشرية في المؤسسات وذلك لأنها تعنى بتحسين المهارات وبالتالي سوية أداء العاملين من خلال زيادة معارفهم وتصحيح مسارات سلوكهم بالتوازي مع العمل على تنمية الجوانب النفسية والمعنوية لهم بحيث يكونون قادرين على الإسهام بفاعليه في تحقيق التنمية الشاملة.

عادة ما يقوم المدير باختيار التدريب المناسب لكن هناك حالات تقوم فيها إدارة الموارد البشرية بعملية الاختيار وكذلك هناك حالات يقوم فيها العامل نفسه باختيار التدريب المناسب له.

  • إدارة المزايا والتعويضات:

هذا الفرع هو المسؤول عن تحديد الأجور والتعويضات التي يتلقاها العامل مقابل ما يقوم به من أعمال وتكون هذه التعويضات إما نقدية أو على شكل مزايا أخرى كالإجازات الإضافية أو السيارات أو الجوالات أو غيرها من المزايا التي تضاف بصورة غير مباشرة إلى دخل العامل حيث تتبع كل مؤسسة فلسفة معينة في تحديد التعويض المناسب لوظيفته ومن العوامل المؤثرة في تحديد التعويض المناسب للعامل هو المهارات والخبرة والمسؤوليات المعطاة للموظف وطبيعة العمل والكفاءة التي يتمتع بها وتقاس القيمة المضافة المتحققة من دوره داخل المؤسسة وكذلك الأقدمية.

- وللحوافز عدة أنواع:

1- حوافز العمال: حيث يتم قياس حوافزهم وحسابه على الإنتاج.

2- حوافز الإداريين: وهنالدينا عدة أنواع: العمولة - العلاوة المرتبطة بالكفاءة- الأقدمية.

3- المكافأة: حيث تقدم للإداريين بناءَ على الأداء العام للمؤسسة ككل أو على أداء الإدارة التي يشرفون عليها ويقاس هذا الأداء عادة بالأرباح أو بكمية الإنتاج أو المبيعات.

4- حوافز على مستوى عمل المؤسسة ككل: حيث يتم تقسيم الحوافز على العاملين استناداً على إنتاجية الجماعة ككل ويتم حسابها على أساس الكمية أو الوقت أو على أسس أخرى قد تراها إدارة المؤسسة.

- الملاحظات التي يمكن إيرادها على نظام إدارة المزايا والتعويضات:

- يحتاج هذا النظام إلى البساطة في حساباته وتقييماته.

- يحتاج إلى تحديد أنواع السلوك التي سيتم تحفيزها فلا يكفي أن نعوّل عليه أن ينتج أكثر أو يؤدي إلى تخفيض التكاليف أو تعليل الحوادث بل يجب تقديم شرح تفصيلي لما هو متوقع من أنواع مختلفة من التصرف.

- إمكانية تحقيق التصرفات التي سيتم تحفيزها.

- ربط الحوافز بالأداء: لابد أن يشعر الأفراد بأن مجهودهم يؤدي إلى الحصول على الحوافز وأن تكون هذه العلاقة واضحة ومفهومه.

- التفاوت: أي لا يجوز أن يحصل العاملون على نفس القدر من الحوافز وإلا فقدت قيمتها.

- العدالة: إن عدم تحقيق العدالة في تقديم الحوافز والتمييز (حسب الجهد) بين العاملين ستؤدي بشكل حتمي إلى استيائهم من العمل وبالتالي ستؤدي إلى مفعول عكسي.

- المشاركة: إن مشاركة العاملين في وضع نظام الحوافز يمكن أن يزيد من اقتناعهم به وتحمسهم له والمحافظة عليه.

- العلانية: يجب أن يكون نظام الحوافز معلناً لكي يزيد من ثقة العاملين فيه وعدم جموح التوقعات بالنسبة للحوافز.

- يجب أن تكون الحوافز متنوعة ومرضية فمنها المادي ومنها المعنوي ومنها الخطابات الشكلية والرحلات والحفلات وغيرها.

- بعض معوقات التحفيز:

- عدم وضوح الأهداف لدى إدارة المؤسسة.

- ترهل الإدارات وتكلسها وعدم متابعتهم للعاملين لمعرفة الجيد منهم من السيئ وضعف تنظيمها لإدارة أعمالها.

- عدم وجود قنوات اتصال بين المدير والعاملين.

- الأخطاء الإدارية كتعدد القرارات وتضاربها.

 

 

 

  • فرع تقييم ومراجعة الأداء:

أيضاً من المهام الرئيسية لإدارة الموارد البشرية هو تقييم الأداء الذي قد يسوء لعدة أسباب منها ضعف قدرات الموظف أو غياب التدريب أو الانضباط أو التوجيه ولتحسين الأداء يجب الأخذ بيد العامل وإجراء التحسين طوعاً وإذا لم يتجاوب مع ذلك يجب فرضه كرها, ولهذا تعتبر إدارة الموارد البشرية من أصعب وأمتع فروع الإدارة وذلك لارتباطها الوثيق بأهم أدوات الإنتاج وهو العامل حيث أن قراراتها تعتبر الأكثر تأثيراً على العاملين في أي مؤسسة.

  • فرع علاقات الموظفين:

علاقات العاملين من المهام التي لا يدرك الكثير مدى أهميتها فأي مؤسسة بحاجة للتسويق الخارجي كما هي بحاجة أيضاً للتسويق الداخلي لذا يكون من الواجب عليها التوجه نحو القيام بالحوارات الداخلية مع العاملين حتى تتمكن من كسب رضاهم عبر التواصل الفعال الذي يؤدي إلى رفع كفاءة الإنتاج.

بعد اطلاعنا على وظائف إدارة الموارد البشرية ومعرفتنا لما تقدمه للإدارة من حلول وعلاج للكثير من القضايا التي تربك مسار العمل وتعيق تحقيق الغايات والأهداف المرجوة بالسرعة الممكنة لتجعل إدارة الموارد البشرية - HR  - في كل مؤسسة في أعلى السلم الإداري وترتقي من مستوى القسم الاستشاري إلى أحد أهم الأقسام الرئيسية في العمل التي يقع على عاتقها عبء التنمية والتي سنتناول الحديث عن هذا الموضوع في الجزء الثالث والأخير من هذا البحث للدلالة على أهمية الاستفادة من إدارة الموارد البشرية وشمول تطبيقاتها لقيادة عملية التنمية التي يحتاجها بلدنا اليوم.

 

مهند خاسكة

 



عدد المشاهدات: 2725



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى