الرئيسية   العادات من يطلقها ومن يخلّص المجتمع من بعضها

العادات من يطلقها ومن يخلّص المجتمع من بعضها

العادات من يطلقها ومن يخلّص المجتمع من بعضها

 

يعرف الفقهاء العادة على أنها الأمر المتكرر ما استمر الناس عليه بحكم المعقول وعادوا إليه مرة بعد مرة.

لكننا اليوم ونحن نعيش نظام العولمة الذي استطاع أن يرفع الغطاء عن مجتمعاتنا لتكون عرضة للاختراقات التي أخذت تهدد تقاليده وقيمه الموروثة جراء ما بات ينفذ إليها من حالات وطرائق سلوكية مجهولة المصدر يشكك بعفويتها، حيث أصبح أمر تكريسها كعادة بين الناس أسرع بكثير في ظل تنامي وسائل هذا النظام الجديد والتي بات يطلق عليها اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي.

فمن ظاهرة وضع الشباب والصبايا للأقراط على مواضع مختلفة من الجسم (اللسان- الصرة- الحواجب- الأنف.....إلخ) وتمزيق البشرة بتلك الأقراط المختلفة الأشكال والألوان إلى تلك الأشكال الفضائية من تسريحات الشعر للشباب والصبايا، أما عن لباسهم فلا يسعنا سوى القول لا حول ولا قوة إلا بالله ،هذا من جهة أما من جهة أخرى فنجد أيضاً ذلك التوجه المرعب لعمليات التجميل التي أخذت تنتشر ليس فقط بين الصبايا والشباب الساعين لتحسين مظهرهن لا بل بين السيدات الطاعنات بالسن وقيامهن بعمليات التصابي المصطنعة.

وهناك أيضا ً ظاهرة دخيلة وهي ظاهرة ارتياد المقاهي، التي كان يقتصر ارتيادها على الشباب أو الرجال من كبار السن أما اليوم فقد أصبحنا نجد فيها الأهل وأطفالهم الصغار دون الاكتراث لتلوث الهواء بمختلف أنواع الدخان المنبعث من المقهى، إنه لأمر خطير أن تحد لقاءات المقاهي من الزيارات في البيوت والتي كانت فيما مضى من أهم دعائم ترسيخ العلاقات التي كانت تربط الأسرة والأقارب والأصدقاء.

وباعتبار ذكرنا العلاقات الأسرية فنستطيع القول بأنها تطبعت هي الأخرى بالتغيير الحاصل على القيم الموروثة واكتسبت صيغ المفاهيم الجديدة التي فرضتها قيم المجتمع الاستهلاكي التي كان من أهم منعكساتها فقدان الألفة الأسرية وغياب التعامل اللطيف مع تماهي كل فرد من أفراد الأسرة في البحث عن مصادر الرزق منفرداً لتلبية متطلباته الشخصية.

كل هذه العادات بات مجتمعنا يحتويها دون أن تحرك أي جهة ساكن لإخراجها منه بطرق صحية دون أعراض جانبية وهنا لابد من التركيز على اهمية كل من التربية والإعلام والترويج الإعلاني في هذا الشأن من خلال ما يمكن ان يلعباه ليس فقط في التنبيه إلى مخاطر واجتناب العادات السلبية لا بل  بإمكانية إطلاق بعض العادات واستحداثها لتكوين نظائر سلوكية تحرف من خلالها المسار عن ممارسة العادات السلبية في المجتمع بالإضافة إلى إمكانية ترسيخ العادات والقيم الموروثة والترويج لها بطرق عصرية.

رهان عثمان

 



عدد المشاهدات: 3008



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى