الرئيسية   الإعلان الطبي -الجزء الأول-

الإعلان الطبي -الجزء الأول-

الإعلان الطبي

                                                الجزء الأول

 

من المؤكد أيها الأعزاء أنه ليس المقصود بالإعلانات الطبية تلك الإعلانات التي أخذت الكثير من الأقنية القضائية تروج لها كإعلانات قاهر الجن وزلزال الرقية لمعالجة كل أنواع الأمراض المستعصية على رأسها طبعاً الضعف الجنسي!! والتي جميعها يعتمد في وصفاتها الغريبة العجيبة على الأعشاب الطبيعية، كمنتج دهن الزيوت العشرة أو منتج فيجن أكس لزيادة القدرات الجنسية، والتي في أغلب الأحيان يعتمد مروجوا هذه المنتجات على القرآن الكريم كخلفية ظاهرة على الشاشة أو كصوت لتمرير الشريط ((أو السلايد الإعلاني)) الذي يقوم بعرض تلك المنتجات والترويج لها، هذا من جهة أما من جهة أخرى، فوسائلنا المحلية أصبحت أيضاً هي اليوم تقوم بشكل غير مقصود على ما أعتقد بالترويج لبعض المنتجات المشابهة، والتي تدعي معالجتها لكل الحالات المرضية أيضاً، في الحقيقة لا يمكن وصف هذه العملية إلا على أنها عملية خداع وليست نشاطاً إعلانياً نريده.

فليس هذا الإعلان الطبي الذي نرغب بالوصول إليه وتوجيهه للناس، لأن مفهوم الإعلان الطبي يختلف اختلافاً جذرياً عما تعرضه تلك الأقنية، والتي لابد لنا من شرح خصائصه وأهدافه مع تحليل واقع حاله خلال فترة ما قبل الأزمة في بلدنا وحتى اليوم واستخلاص النتائج والمقترحات التي يمكن لها أن تمنع أو تحد من ظاهرة انتشار عمليات الخداع والتضليل التي تحدثنا عنها عبر وسائلنا المحلية، وتمكننا من الوصول إلى إعلان طبي خالي من الآثار الجانبية.

قبل أن نبدأ بالحديث عن هذا الموضوع لابد من التطرق لواقع المزاج الشعبي في بلدنا وفي العالم الذي بات اليوم أكثر اهتماماً بالمسائل المتعلقة بالصحة العامة والذي أخذت الكثير من الوسائل الإعلامية تعكس صورة هذا الاهتمام من خلال البرامج الطبية والنشرات والمقالات المتنوعة حتى أصبح لدينا اليوم أقنية تلفزيونية متخصصة في المجال الطبي باتت تستقطب إليها الكثير من المشاهدين عدا ذلك عن المواقع الالكترونية التي يتصفحها آلاف الزائدين يومياً، هذا كله بات يشكل اليوم ضغطاً شعبياً تجاه القيام بعمل مسؤول لتكييف ضوابطنا مع التطور المجتمعي القائم اليوم لأن تجاهل هذا التطور سيؤدي إلى خلق حالة انفلات لن يستفيد منها إلا أصحاب المنتجات المخادعة والخارجة عن القانون فلما نترك الساحة لهؤلاء فلا بد إذاً من التحرك.

 

مهند خاسكة



عدد المشاهدات: 2520



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى