الرئيسية صورة الإعلان واقع أم غريزة |
صورة الإعلان واقع أم غريزة
صورة الإعلان واقع أم غريزة
إن الربح السريع الذي يسعى إليه الكثير من المعلنين يتم من خلال التلاعب على وتر إثارة الغرائز والشهوات، وغير ذلك من الأمور لإشباع غريزة التفوق والتفضيل على المنافس، وحب الذات والوصول إلى الغنى، لأن حب المال غريزة، و الوصول إلى هذه الغريزة يتم من خلال عدم الوعي واستخدام بعض الأفكار والألفاظ والصور، التي تتنافى أحياناً مع العادات والتقاليد، وذلك بسبب غياب الدراسات الإعلانية, فيؤثر على خصوصية الإعلان وأهدافه.
ويوجد توجهان بهذا الخصوص. فمنهم من يرى في ذلك إيجابيات تزيد من معرفة المستهلك، وخصوصاً الأطفال والمرأة والشباب، وهي الفئة الأكثر متابعةً، فيدفعهم الإعلان لتقليد الآخرين و إطلاعهم على عاداتهم وتقاليدهم .
أما الاتجاه الآخر فيرى في ذلك سلبيات كثيرة، أهمها تكريس قيم وسلوكيات غريبة عن المجتمع، ودفع الفئات المستهلكة لتقليد نجوم ومشاهير الإعلان تقليداً أعمى،. إضافة إلى تسبب بعض هذه الإعلانات بانتشار أمراض السمنة وغيرها، لعدم مصداقية المعلومات الواردة في الإعلان، لتحفيزها على تناول المشروبات الغازية والوجبات الجاهزة السريعة، وبالتالي تعكس بعض التأثيرات النفسية والاجتماعية لأتباع الغريزة دون مطابقة الواقع, وخاصة للمرأة المستهدفة أولاً كمستهلك من الطراز الأول، لا سيما فيما يتعلق بمنتجات التجميل والأناقة و الأمومة والعناية بالأطفال.,هذا من ناحية المرأة كمستهلك.
أما إذا نظرنا إلى التأثير الغريزي للمرأة كمشارك أساسي في عملية ظهور وإنتاج الإعلان، فتعتبر المرأة وسيلة جذب وإغراء، خاصة في الوسائل الإعلانية المصورة، حيث يكون المجال متاحاً بشكل أكبر لإظهار الحركات و الإيماءات المصحوبة بالموسيقى والمؤثرات الأخرى. فاستخدام جسد المرأة بشكل مبتذل أدى إلى إظهارها كجسد فقط، دون النظر إلى قيمتها كإنسان، وحتى في الإعلانات التي تخص الأمور التعليمية والتربوية والاجتماعية وإعلانات الأطفال، فغالباً ما يتم التركيز على الناحية الغريزية كوجود المرأة الجميلة المثيرة .
و في كثير من الإعلانات المتعلقة بالرجال, نلاحظ وجود المرأة الجذابة بشكل ملحوظ كإعلانات معجون الحلاقة والسيارات. على عكس الإعلانات الخاصة بالنساء، حيث من النادر أن نجد الرجال فيها.
ليس من الخطأ التركيز على المرأة كعنصر هام في الإعلانات والتأثير في عملية الشراء، لأنها غالباً ما تكون مؤثرة في أخذ قرار الشراء كونها المسؤولة عن حاجات المنزل والأسرة، فهي الأم والزوجة والبنت, ولكن ضمن ضوابط معينة، بعيدة عن الغرائز، قريبة من الواقع، لتأخذ دورها كما يجب أن يكون في المجتمع، وليس كسلعة تفقدها دورها الإنساني والاجتماعي والثقافي الأساسي، كأم أو زوجة ومربية للأجيال.
صادق إبراهيم
عدد المشاهدات: 18878 |
صورة الإعلان واقع أم غريزة
المراهق و الانترنت
استئصال السلبية من العمل الإداري
مسرح الطفل
التعليقات: